هل يستحق تداول الفوركس المخاطرة؟
يُعتبر سوق الفوركس أحد الأسواق المالية العالمية التي تتمتع بشعبية لا مثيل لها في مختلف بلدان العالم، فهو سوق يسهل الوصول إليه من أي مكن وفي أيّ وقت، بحيث يتخذ تداول الفوركس “العملات الأجنبية المتداولة في سوق الفوركس” طابعًا احترافيًا مُستغلًا من قبل العديد من رواد السوق ورجال الأعمال الذين يعتمدون بشكل أساسي من العمل بالمنزل ملاذًا لهم، فلقد بدأ انتشار تداول الفوركس منذ سنوات عديدة وتحديدًا في مُقتبل الألفية الثالثة أي قبيل الاستخدام الهائل للإنترنت، ولكن يرى العديد من الأشخاص وخاصةً أولئك المبتدئين في التداول أن هذا السوق فيه مُخاطرة كبيرة، فما مدى الخطورة من تداول الفوركس؟ وهل يستحق هذا التداول المخاطرة من أجله؟ سنُجيب على هذه التساؤلات من خلال سطور هذا المقال.
تنتشر العديد من الأقاويل والقصص حول خطورة التداول في سوق الفوركس، فكم شخص فقد وخسر أمواله في هذا السوق نتيجة تراكم الخسائر في سوق العملات الأجنبية، هذا فضلًا عن خسارة العديد من الشركات العالميّة لملايين الدولارات في تداول الفوركس، ومع هذا فإنّ خطورة التداول ترتبط ارتباطًا مُباشرًا بمدى تصرف المتداول مع السوق ومدى معرفته وخبرته في التغلّب على مختلف التحديات التي تواجهه، ويُذكر أن الخسارة ترتبط بشكل مُباشر بوجود سماسرة ووسطاء محتالون في هذا السوق الكبير.
هل يستحق تداول الفوركس الخطورة أم لا؟
نعم؛ يستحق تداول الفوركس المخاطرة فيه؛ بحيث يستحق بذل قُصارى الجهد والمخاطرة لتحقيق أعلى نسبة من الأرباح، فتداول الفوركس مثله مثل أيّ مهنة تتطلّب المخاطرة والجهد المبذول للوصول إلى الهدف المرسوم، مع ضرورة الانتباه وعدم التغافل عن مدى صعوبة تنافس المتداول الفرد مع المؤسسات المالية الكبرى المنتشرة في العالم، خاصةً إنَّها تمتلك العديد من الوسائل التكنولوجيا المتطورة والأدوات الخاصّة بتحليل السوق المالي، وكذلك مقدرتها في التوصل إلى البيانات المختلفة حول السوق والتي لا يصل إليها عددًا كبيرًا من كبار المتداولين في السّوق، ومع هذا يبقى التداول من الأمور التي تُغري الكثيرين وتدفعهم إلى كسب المال عبر التداول، ولهذا سنوّضح لكم في النقاط الواردة تباعًا عن مدى نجاعة المخاطرة في الأموال للتداول في سوق الفوركس.
- أول ما يستحق المخاطرة في سوق التداول أنَّ احتمالات الربح تتزايد ولا حدود لها، فالمتعارف عليه في سوق تداول العملات أنَّ فرص الربح لا حدود لها في تحقيق الأرباح وكسب الأموال، وبالتالي يكون التداول حلم الكثيرين الذين يحلمون بتحقيق أحلامهم المرسومة والمختلفة كشراء فيلا، أو شراء سيارة حديثة على سبيل المثال، ومع هذا فإنَّ مقدار الربح المتوقع جنيه من التداول تتغير وتختلف من عامٍ إلى آخر حسب ما يطرأ من تغييرات على السوق؛ فالسوق يوفر فرصًا لا محدودة لتحقيق الربح، ولكن ليس من السهل الاستفادة من كل الفرص، فالأمر يحتاج إلى التفاني والإخلاص في العمل لتحقيق الأرباح في سوق الفوركس.
- ثاني أمر يستحق يدفع إلى المخاطرة في سوق التداول هو انّه أسلوب حياة مميز؛ فالتداول هو بمثابة أسلوب حياة أكثر من أنّه وظيفة مُستقلة، فلا يُمكن تأكيد نسبة الربح المتوقعة في صفقة التداول التالية، ولهذا يُفضل البدء بالتداول بدوام جزئيّ ومن ثمّ التدرج شيئًا فشيئًا للتداول بدوام كلي وليكون أسلوب حياة معتمد عليه في التخطيط لمُستقبل أموالكم.
- ثالث أمر يدفع للمخاطرة في سوق الفوركس هو سهولة العمل من داخل المنزل؛ يندر على الشخص الوصول إلى وظيفة مميزة يُديرها خلال تواجده داخل منزله، وهذا ما يمنح المتداول الحصول على المزيد من فترات الراحة، وبالتالي استعادة النشاط البدني والنشاط الذهني، وهذا من أكثر الأمور التي يتميز بها العمل في تداول الفوركس عن غيرها من المجالات الأخرى.
- رابع أمر يدفع للمخاطرة في تداول الفوركس هو قلة المجهود المبذول؛ فالإجهاد الذي تتطلبه أيّ صفقة تداول ناجحة هو التخمين بطريقة عقلانية وتشغيل العقل لإدارة الصفقة بالوجهة السليمة، ومع هذا فإنّ هنالك العديد من العوامل التي تؤثر على مخرجات أيّ صفقة، أي أنّ المتداول وبالرغم من خبرته ومهارته سيواجه عدة عوامل خارجية مؤثرة على الصفقة، ولهذا يستدعي الأمر التوظيف العقلي والتخمين العقلاني للنجاح والربح.
- خامس عامل يدفع للمخاطرة في الفوركس هو قدرة الاستثمار في الوقت الحاضر، يُتيح سوق الفوركس للمتداول استثمار أمواله في أّ وقت بغض النظر عن الكمية، أي أنه لا يضع قيود على الحد الأدنى لرأس المال المحدد لبدء التداول، بحيث يُمكن البدء في الاستثمار بواحد دولار أو عشرة دولارات، ومع ذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ الاستثمارات بالمبالغ الصغيرة تُخفض من فرص تنمية حساب التداول إلى المستوى المعقول، ويُذكر أنّ نجاح الاستثمار يحتاج إلى الاستثمار بمبلغ لا يقل عن 10 آلاف دولارات وهكذا.
هذه هي أبرز العوامل التي تدفع المتداول إلى المخاطرة برأس ماله وطرحه للتداول في سوق العملات الأجنبية “الفوركس”، ومع هذا ينبغي على المتداول تعلم مبادئ ومرتكزات النجاح في سوق الفوركس، فتداول العملات أحد الخيارات الصائبة لجني الأرباح خاصةً إنّه يتطلب بذل القليل من الجهد والعمل الجادّ ويوفر لصاحبه أوقاتًا من الراحة، خاصةً لأولئك الذين لا يُعانون من أيّ مشاكل مالية ويمتلكون الرغبة في التعلم واكتساب المزيد من المعارف حول السوق.